يواجه رئيس الوزراء الإثيوبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أبي أحمد، أخطر تحدٍ سياسي منذ تولى حكم بلاده، بعد خروج عدد كبير في تظاهرات الأربعاء الماضي، وذلك وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس.
وأكدت الوكالة الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين سياسيين، أن الأوضاع في طريقها للتفاقم في إثيوبيا، بعد تداول أنباء تفيد بمقتل العشرات خلال الاحتجاجات التي اندلعت استجابة لمطالب الناشط والصحفي الإثيوبي جوهر محمد.
وألمح الناشط الإثيوبي، في حوار لـ"أسوشيتيد برس"، إلى أنه قد يخوض انتخابات العام المقبل في بلاده، إلا أنه حذر من أن إجراء أي نوع من الانتخابات في ظل الظروف الحالية "هو أخطر ما يمكن أن تفعله إثيوبيا".
التظاهرات التي اندلعت في إثيوبيا جاءت بعد أقل من أسبوعين على فوز أبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهوده الدولية، وإطلاق سراح العديد من المعتقلين، فضلًا عن السماح بعودة بعض المنفيين من بلادهم –بما فيهم معارضه الأبرز جوهر محمد- والذي كانوا مصنفين على أنهم شخصيات إرهابية.
ويعد جوار شخصية ذات شعبية كبرى في إثيوبيا، ويعتبره الكثيرون في مدينة أوروميا، بطلاً سعى بشدة من أجل التغيير في إثيوبيا، بينما يصفه آخرون بأنه انتهازي ينتظر الوقت المناسب لتولي السلطة.
جوهر الذي رحب به رئيس الوزراء الإثيوبي العام الماضي، بعدما سمح له بالعودة من منفاه، التف حوله فئات كبيرة من الشعب الإثيوبي، نظرًا لشعبيته الكبيرة.
بحسب الوكالة الأمريكية، فإن تصريحات أبي أحمد الثلاثاء الماضي، أمام البرلمان التي قال فيها إنه سيتخذ إجراءات حاسمة ضد من لا يمتلكون جواز سفر إثيوبي إذا ما حاولوا تهديد أمن البلاد، كانت سببًا في خروج عدد كبير من المتظاهرين، وتفاقم الأوضاع.
واعتبر العديد من الشعب الإثيوبي، أن تلك التصريحات بمثابة تحذير للناشط السياسي جوهر، الذي يحمل جواز سفر أمريكي.
في الوقت ذاته، أكد الناشط والصحفي الإثيوبي، أنه فوجئ في صباح اليوم التالي، أن الحكومة حاولت منع أن يرافقه أي نوع من الحرس الشخصي.
وقال جوار لـ"أسوشيتيد برس": "كان أمر إلغاء الحكومة قرارها بمرافقة حرس شخصي لي غير مفهوم، خاصة وأن ذلك القرار صدر في منتصف الليل"، مضيفًا: "اكتشفت في وقت لاحق، أن ذلك كان جزءًا من مؤامرة تهدف للإطاحة بالحراس ومن ثم إطلاق العنان لهجوم بعض المخربين على منزلي، والصاق التهم ببعض الجماعات المتنافسة الأخرى".
سرعان ما أطلق جوهر، تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يناشد الشعب الإثيوبي للتظاهر ضد الحكومة، وهو ما لاقى استجابة بالفعل، وبدأ مئات من أنصاره في الاحتجاج، وترديد هتافات ضد رئيس الوزراء: "يسقط أبي أحمد".
انطلقت التظاهرات في عدة مدن، وزادت الاضطرابات في جميع أنحاء منطقة أوروميا، التي تضم العديد من أنصار جوار.
وقُتل ستة أشخاص على الأقل يوم الأربعاء، حسبما صرح مسؤولون إقليميون في أوروميا لوسائل الإعلام المحلية.
وقال جوهر تعليقًا على التظاهرات، إنه يحظى بعلاقة طيبة مع أبي أحمد رئيس الوزراء، ولكنه ينتقد أداءه السياسي، مؤكدًا أنه على أتم استعداد للجلوس والتحدث معه.
جوهر حذر في أكثر من مناسبة من إصلاحات أبي أحمد "الدرامية"، لافتًا إلى أنه قد يتراجع عن استكمالها، ومؤكدًا أنه البعض يرى أنه قد يعود للوراء، ويشن أكبر حملة قمعية، مثل من سبقه.
وأكد جوهر: "نعم، لقد حان وقت التغيير". وحذر الحكومة الحالية من العودة إلى الخلف وممارسة الديكتاتورية، لأنها ستتسبب في "كارثة كبرى" في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن رئيس وزراء إثيوبيا يجب أن يتوخى الحذر من ميله إلى المركزية لسياسة البلاد، وأن يدرك أنه لا يستطيع تغيير الأمور بين عشية وضحاها.